الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

إنه لكفؤ

عن عاصم بن عدي قال كان لعمرو بن دويرة السمحي أخ قد كلف بابنة عم له كلفا شديدا، وكان أبوه يكره ذلك ويأباه فشكاه إلى خالد بن عبد الله القشيري وهو أمير العراق أنه يسئ جواره فحبسه أياما ثم تركه فلما زاد ما في نفس الفتى وحمل عليه الحب تسور الجدار إلى ابنة عمه فلما وصل لها أحس به أبوها فقبض عليه وأتى خالدا وادعى عليه بالسرقة وأتاه بجماعة يشهدون أنهم وجدوه في منزله ليلا وقد دخل دخول اللص فسأل خالد الفتى فاعترف أنه دخل ليسرق، وما سرق شيئا، ليدفع بذلك الفضيحة عن ابنة عمه
 فأراد خالد أن يقاضيه، فدفع أخوه عمرو إلى خالد رقعة فيها هذا الشعر:
أخالد قد أوطيت والله عشوة * وما العاشق المظلوم فينا بسارق
 أقر بما لم يجنه المرء أنه * رأى الموت خيرا من فضيحة عاشق
 ولولا الذي قد خفت من قطع كفه * لألفيت في أمر لهم غير ناطق
 إذا مدت الغايات في السبق للعلى * فأنت ابن عبد الله أول سابق
 فأرسل خالد مولى له من الخبر ليتجسس على جلية الامر فأتاه بتصحيح ما قاله عمرو في شعره فأحضر بالجارية وأخذ بتزويجها من الفتى فامتنع أبوها وقال ليس هو بكفؤ لها قال بلى إنه لكفؤ لها إذا كف يده عنها ولئن لم تزوجه لا زوجته وأنت كاره فزوجه العم وساق خالد المهر إلى العم من ماله وكان يسمى العاشق إلى أن مات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق